الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذي نراه أنّ الأمر أهون مما تصورين، فما دام زوجك قد أعفاك من زيارة أهله ولقائهم، تفاديا لحدوث مشكل بينك وبينهم، فلا إشكال حينئذ.
لكن الذي ننصح به هو السعي للإصلاح بينك وبين أهله، كما ننصحك بالتجاوز عن هفواتهم، فمن محاسن أخلاق الزوجة وطيب عشرتها لزوجها، إحسانها إلى أهله وتجاوزها عن زلاتهم، وإعانته على بر والديه وصلة رحمه.
واعلمي أنّ العفو عن المسيء والتجاوز عن المخطئ، خلق كريم يحبه الله، ويثيب عليه أعظم الجزاء، ويزيد صاحبه عزاً وكرامة، قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: .. وما زاد الله عبداً بعفو إلا عزا.
كما أنّ مقابلة السيئة بالحسنة، والمبادرة بالكلام الطّيب -ولو كان تكلفاً- مما يجلب المودة ويقي شر نزغات الشيطان، قال تعالى: وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (فصلت: 34)الغزالي -رحمه الله- في الإحياء: بل المجاملة تكلّفا كانت أو طبعا، تكسر سورة العداوة من الجانبين، وتقلّل مرغوبها وتعوّد القلوب التآلف والتحاب. وبذلك تستريح القلوب من ألم الحسد وغم التباغض. انتهى.
والله أعلم.