الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاللفظ الذي ذكرته: "إن لم يتبين أني مصاب فسأجعل ...إلخ" إن نويت عند التلفظ به النذرَ، فإنه يعتبر نذرا، ويلزمك الوفاء به؛ لحديث: مَنْ نَذَرَ أَنْ يُطِيعَ اللَّهَ فَلْيُطِعْهُ. رواه البخاري.
وإن لم تنو به النذر، فإنه ليس فيه ما يشعر بالالتزام كلفظ (لله) أو (عليَّ) ونحوهما، فهو من ألفاظ الكناية التي لا ينعقد بها النذر بدون نيته.
جاء في شرح مختصر خليل للخرشي: كَإِنْ شَفَى اللَّهُ مَرِيضِي، فَعَلَيَّ كَذَا، أَوْ فَلِلَّهِ عَلَيَّ نَذْرٌ، فَصِيغَتُهُ كَصِيغَةِ النَّذْرِ مِنْ غَيْرِ تَعْلِيقٍ. (فَإِنْ قُلْت) مُقْتَضَى كَلَامِهِ أَنَّ إنْ شَفَى اللَّهُ مَرِيضِي، فَدَارِي صَدَقَةٌ نَذْرٌ، وَلَيْسَ كَذَلِكَ؛ إذْ لَا بُدَّ لِلنَّذْرِ مِنْ صِيغَةٍ وَهِيَ: لِلَّهِ أَوْ عَلَيَّ. (قُلْت) كَلَامُهُ فِي بَحْثِ الصِّيغَةِ يُفِيدُ أَنَّ هَذَا لَيْسَ بِنَذْرٍ. اهــ
ويرى بعض الفقهاء أن هذا اللفظ يلزم الوفاء به، جاء في حاشية العدوي: إنْ قَالَ: إنْ شَفَى اللَّهُ مَرِيضِي فَدَارِي صَدَقَةٌ، فَإِنَّهُ يَلْزَمُهُ. اهــ.
ويستحب للمسلم إذا عزم على فعل أو إحسان أن يمتثل ما عزم عليه، قال تعالى: فَأَوْلَى لَهُمْ * طَاعَةٌ وَقَوْلٌ مَعْرُوفٌ فَإِذَا عَزَمَ الْأَمْرُ فَلَوْ صَدَقُوا اللَّهَ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ {محمد: 20-21} وقال عز وجل: وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا {البقرة:177}. وانظر الفتوى: 102449.
والله أعلم.