الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن كان هذا الرجل صاحب دين وخلق، فدعاؤك الله عز وجل أن يكسب قلبه حبك، وييسر لك الزواج منه؛ أمر لا حرج فيه.
وأما الاستخارة فتكون في الأمر المباح الذي يهم المرء بفعله، ولا يدري وجه الخير فيه، كما في صيغة الاستخارة، وهي مضمنة في الفتوى: 19333.
وأما بقاؤك على الحب لهذا الشخص من عدمه، فليس محلا للاستخارة. فلا مكان إذن للكلام عن علامة هذه الاستخارة، وما إن كان ما ذكرت تلك الفتاة من أمر الصرف علامة على الاستخارة أم لا. وللمزيد راجعي الفتوى: 270934، والفتوى: 123457.
فالمشروع في مثل هذه الحالة الدعاء عموما، لا الاستخارة خصوصا.
وننبه بهذه المناسبة على أن ما يسمى بالحب قبل الزواج، ممنوع شرعا إلا ما وقع في القلب من غير قصد صاحبه، وعف معه نفسه عن الوقوع في الحرام، وسبق هذا التفصيل في الفتوى: 4220.
وفي نهاية المطاف إذا تيسر لك الزواج من هذا الشاب، فبها ونعمت، وإن لم يتيسر لك الزواج منه، فلا تتبعيه نفسك، ولا تعلقي مصيرك في هذه الحياة بزواجك منه؛ فإنك لا تدرين أين الخير.
ففوضي أمرك لله، وسليه الزوج الصالح؛ فهو سبحانه المطلع على ما في الضمائر، والأعلم بما تخفيه السرائر، قال عز وجل في محكم كتابه: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة:216}.
والله أعلم.