الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإننا نوصيك أولا بكثرة الدعاء، فربنا سبحانه كثير العطاء، وهو قريب مجيب الدعاء، فتوجه إليه، وسله حاجتك بأن ييسر لك الزوجة الصالحة، قال سبحانه: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ {البقرة:186}.
وراجع لمزيد لفائدة، الفتوى: 119608، ففيها بيان آداب الدعاء.
والذي يظهر لنا أن الفتاة الأولى أولى؛ لأنك علمت شيئا عن حالها، وأنها دينة خيرة، ولا بأس بأن تتحرى في أمرها أكثر. ودراستها قد لا تكون مانعا من قبولها بالزواج، خاصة وأنها في الدراسات العليا، فيرجى أن يكون ذلك دافعا لها للقبول بالزواج خشية تقدم العمر وفوات الخطاب.
وقبل كل شيء استخر الله عز وجل في الأمر، وراجع في الاستخارة الفتوى: 19333، والفتوى: 123457.
فإن تم الزواج فالحمد لله، وإلا فيمكنك أن تتقدم للأخرى إن تبين لك بعد السؤال عنها أنها مرضية في دينها وخلقها.
فاستخر الله عز وجل في شأنها. فإن تم زواج منها، فهذا يعني أن فيها الخير لك، ولا تلتفت بعدها إلى هذه الهواجس والخواطر.
نسأل الله أن يرزقك الزوجة الصاحة، ويقدر لك الخير حيثما كنت.
والله أعلم.