الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن الراء من صفاتها التكرير، لكن ينبغي الحذر من المبالغة في ذلك.
جاء في قواعد التجويد لمؤلفه: عبد العزيز بن عبد الفتاح القارئ، مبينا كيفية النطق بالراء على الوجه الصحيح حيث قال: التكريرُ في حرف واحد هو الراء، والمراد بتكريره: أن طرف اللسان لا يستقر عند النطق به، بل يرتعد، وبارتعاده يتذبذب الصوت، ويمر في المخرج دون ضغط ولا شدة. وهو حرف قابل لزيادة التكرير، فلو ترك له العنان لازداد ارتعاد طرف اللسان به حتى تتولد عدة راءات، وهذا ما حمل بعض المجودين على القول بأنه يجب الاحتراس من التكرير، ومرادهم الزيادة.
يقول ابن الجزري في التمهيد: ولا بد في القراءة من إخفاء تكريرها ـ أقول: وطريقة ذلك أن يترك الإنسان طرف لسانه يرتعد ارتعادة واحدة، لطيفة خفيفة بعد أن يحاذي به أصول الثنايا، ثم يلصقه بها حتى يمنع استمرار التكرير، وأوضح ما تكون هذه الصفة في الراء إذا كانت مشددة، ولذلك ينبغي الحرص على عدم الزيادة في التكرير عند النطق بالراء المشددة. انتهى.
ومن هذه النقول يعلم السائل ما ينبغي أن تنطق به الراء، وأنه لا داعي للوسوسة فيه. وللفائدة تراجع الفتوى: 404449.
ثم إن الوسوسة في مخارج الخروج من مكايد الشيطان, ووسوسته, فليحذر السائل من الاسترسال فيها, ولا يعرها أي اهتمام؛ فإنها خطر كبير. وتراجع الفتوى: 270760.
والله أعلم.