الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فجزاك الله خيرًا على مراعاتك لمشاعر زوجتك بسبب مرض والدها، فنشكرك على ذلك، ونسأله تعالى أن يثيبك عليه الثواب الجزيل، ونسأله تعالى أن يشفي والد زوجتك شفاء تامًّا لا يغادر سقمًا، وأن يجمع له بين الأجر والعافية.
وقد أحسنت زوجتك حين أجابتك للفراش، ولكن أساءت بهذه العبارة التي ذكرتها - إن أطلقتها على سبيل التضجر عليك، لا لمجرد الإخبار عن الواقع -، فإنها تتنافى مع المعاشرة بالمعروف المطلوبة منها تجاه زوجها.
وقد اعتبر بعض أهل العلم الكلام الخشن من الزوجة لزوجها نوعًا من النشوز، قال النووي في روضة الطالبين: فَلِتَعَدِّي الْمَرْأَةِ ثَلاثُ مَرَاتِبَ: إِحْدَاهَا: أَنْ يُوجَدَ مِنْهَا أَمَارَاتُ النُّشُوزِ قَوْلًا أَوْ فِعْلًا، بِأَنْ تُجِيبَهُ بِكَلامٍ خَشِنٍ بَعْدَ أَنْ كَانَ لَيِّنًا، أَوْ يَجِدَ مِنْهَا إِعْرَاضًا وَعُبُوسًا بَعْدَ طَلاقَةٍ وَلُطْفٍ، فَفِي هَذِهِ الْمَرْتَبَةِ، يَعِظُهَا، وَلا يَضْرِبُهَا، وَلا يَهْجُرُهَا. اهـ.
فانصحها، وبّين لها أن حزنها لا يسوغ لها أن تطلق مثل هذه العبارة.
وعليك أنت بالاجتهاد في ألّا يؤثر ذلك عليك، ولا أن يحصل ما تخشاه من كره لأبيها؛ فحسن المعاشرة بين الأصهار مطلوبة شرعًا.
والله أعلم.