الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاستجابة الدعاء من عدمها غيب، ولا يعلم الغيب إلا الله سبحانه وتعالى، قال جل وعلا في محكم كتابه: قُلْ لَا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ {النمل:65}.
ولذلك لا نستطيع أن نجزم في هذا بأمر معين. ولكن نذكر هنا الحديث الذي رواه الإمام أحمد وغيره، عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم أو قطيعة رحم، إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها له في الآخرة، وإما أن يكشف عنه من السوء مثلها، قالوا: إذاً نكثر، قال: الله أكثر.
فعليك بالإكثار من الدعاء، وأملي في ربك ما يسرك، فإنه عند ظن عبده به. ولكن لا يغيب عن ذهنك أنه سبحانه المطلع على بواطن الأمور والأدرى بعواقبها، ففوضي الأمر إليه، فإن لم ييسر لك الزواج من هذا الشاب، فقد يكون صرف عنك سوءا من حيث لا تدرين، أو ادخر لك ما هو أصلح لك، قال سبحانه: وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ {البقرة:216}.
ونعلم في واقعنا من النساء من تزوجت ممن تحب وهي تظن أنه سيكون جنتها في الدنيا، فانقلبت حياتها معه جحيما، ثم إن مثل هذا التعلق قد يكون أحيانا إلى الوهم منه أقرب منه إلى الحقيقة.
وعلى كل تقدير، فلو قدر أن وصل الأمر إلى درجة العشق، فذلك له علاجه، وهو مبين في الفتوى: 9360.
وفي الختام نقول لك: سلي ربك أن يرزقك الرجل الصالح الذي يعينك في دينك ودنياك، وتسعدين معه، وترزقين منه ذرية طيبة تتعاونان معا على تربيتها على الخير، فتكون قرة عين لكما في الدنيا والآخرة، قال تعالى: وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا {الفرقان:74}.
نقل ابن كثير في تفسيره عن الحسن البصري أنه سئل عن هذه الآية فقال: أن يُري الله العبد المسلم من زوجته، ومن أخيه، ومن حميمه طاعة الله. لا والله ما شيء أقر لعين المسلم من أن يرى ولدا، أو ولد ولد، أو أخا، أو حميما مطيعا لله عز وجل.
والله أعلم.