الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجزاك الله خيرًا على حسن تبعلك لزوجك، وحرصك على صلاحه وإعانته على التوبة والاستقامة على طاعة الله تعالى.
ونصيحتنا لك أن تعاودي النصح لزوجك برفق وحكمة، وتبيني له أنّ جرأته على المعصية واستخفافه بها خطر عظيم.
جاء في الجواب الكافي لمن سأل عن الدواء الشافي لابن القيم -رحمه الله-: وقَالَ الْإِمَامُ أَحْمَدُ: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ قَالَ: سَمِعْتُ الْأَوْزَاعِيَّ يَقُولُ: سَمِعْتُ بِلَالَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ: لَا تَنْظُرْ إِلَى صِغَرِ الْخَطِيئَةِ، وَلَكِنِ انْظُرْ إِلَى مَنْ عَصَيْتَ. وَقَالَ الْفُضَيْلُ بْنُ عِيَاضٍ: بِقَدْرِ مَا يَصْغَرُ الذَّنْبُ عِنْدَكَ يَعْظُمُ عِنْدَ اللَّهِ، وَبِقَدْرِ مَا يَعْظُمُ عِنْدَكَ يَصْغَرُ عِنْدَ اللَّهِ. وفيه : وَفِي الْحِلْيَةِ أَيْضًا عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ أَنَّهُ قَالَ: يَا صَاحِبَ الذَّنْبِ لَا تَأْمَنْ سُوءَ عَاقِبَتِهِ، وَلَمَا يَتْبَعُ الذَّنْبَ أَعْظَمُ مِنَ الذَّنْبِ إِذَا عَمِلْتَهُ، قِلَّةُ حَيَائِكَ مِمَّنْ عَلَى الْيَمِينِ وَعَلَى الشِّمَالِ - وَأَنْتَ عَلَى الذَّنْبِ - أَعْظَمُ مِنَ الذَّنْبِ، وَضَحِكُكَ وَأَنْتَ لَا تَدْرِي مَا اللَّهُ صَانِعٌ بِكَ أَعْظَمُ مِنَ الذَّنْبِ. انتهى.
واصبري، ولا تيأسي، واستعيني بالله تعالى، وأكثري من دعائه بإلحاح، ولا تتعجلي النتيجة، وأحسني ظنّك بربّك، وأكثري من ذكره، فإنّ في الذكر راحة القلب وشفاءه.
فإن تاب زوجك، وعاشرك بالمعروف، فاشكري الله، وعاشري زوجك بمعروف، وأمّا إذا تمادى في المعصية، وقصّر في حقوقك، فينبغي أن توازني بين بقائك معه على تلك الحال، وبين مفارقته بطلاق أو خلع، وتختاري ما فيه أخفّ الضررين.
وللفائدة ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.
والله أعلم.