الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فما تشعر به دليل على أن في قلبك خيرا كثيرا، وما عليك إلا أن تأخذ بأسباب الاستقامة للبعد عن هذا المنكر.
فمن ذلك شغل نفسك بما ينفعك في دينك ودنياك، ومن ذلك صحبة الصالحين، والبعد عن كل مكان أو فعل يثير شهوتك، ويبعثك على ارتكاب تلك العادة.
ومن ذلك الإكثار من الصيام، ودوام الفكرة في صفات الرب تعالى، ودوام الفكرة في الموت وما بعده من الأهوال العظام، والخطوب الجسام، واللجأ إلى الله تعالى والاجتهاد في دعائه وسؤاله التثبيت.
ثم إذا زللت، وواقعت هذا الفعل، فلا تيأس، ولا تقنط من رحمة الله، بل ارجع فتب، فإذا عدت فأذنبت فتب، ولا تمل من تكرار التوبة مهما تكرر الذنب؛ فإن الله تعالى يبسط يده بالليل ليتوب مسيء النهار، ويبسط يده بالنهار ليتوب مسيء الليل.
والله أعلم.