الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالعبرة بحصول القراءة داخل هذا البيت المراد تحصينه، لا بذات القارئ، أو كونه صاحب البيت.
فإذا قرأتِ سورة البقرة في بيت أمك، فرَّ منه الشيطان، ولو كانت هي تعيش في بلد آخر، فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: لا تجعلوا بيوتكم مقابر؛ إن الشيطان ينفر من البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة. رواه مسلم. ورواه الترمذي بلفظ: وإن البيت الذي تقرأ فيه البقرة، لا يدخله الشيطان. ورواه ابن حبان بلفظ: فإن الشيطان ليفر من البيت، يسمع سورة البقرة تقرأ فيه.
قال المظهري في شرح المصابيح: "لا تجعلوا بيوتكم مقابر" يعني: لا تتركوا بيوتكم خالية من تلاوة القرآن، بل اقرؤوا في بيوتكم القرآن؛ فإن كل بيت لا يقرأ فيه القرآن يشبه المقابر في عدم قراءة القرآن. اهـ.
وقال ابن عثيمين في شرح رياض الصالحين: يعني إذا قرأت في بيتك سورة البقرة، فإن الشيطان يفر منها، ولا يقرب البيت، والسبب أن في سورة البقرة (آية الكرسي). اهـ.
فسورة البقرة إذا قرئت في مكان، فر منه الشيطان، ولو كان القارئ غير صاحب المكان، وسواء أكان هذا المكان بيتا، أو دكانا أو غير ذلك.
قال المناوي فيض القدير: (ليخرج من البيت) يعني المكان، بيتا كان أو غيره. اهـ.
وقد أخرج مسلم قبل ذلك حديث: مثل البيت الذي يذكر الله فيه، والبيت الذي لا يذكر الله فيه، مثل الحي والميت.
قال النووي في شرحه: فيه الندب إلى ذكر الله تعالى في البيت، وأنه لا يخلى من الذكر. اهـ.
والله أعلم.