الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يجوز العمل في شركات بيع المحرمات -كالتبغ والسجائر- فقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: إن الله -عز وجل- إذا حرم أكل شيء، حرم ثمنه. رواه أحمد وأبو داود، وصححه الألباني.
وقال الشيخ ابن عثيمين: كل حرام فأخذ العوض عنه حرام، سواء ببيع، أو بإجارة، أو غير ذلك. اهـ.
وأما ما ذكره السائل من ظروفه الخاصة، فهي وإن كانت شديدة، إلا إنها لا تصل إلى حد الضرورة التي تبيح أكل الحرام. ولذلك نوصيه بتقوى الله تعالى، وحسن الظن به، وصدق التوكل عليه، واللجوء إليه، وكثرة الدعاء والإلحاح في المسألة، فإن ما عند الله لا ينال إلا بطاعته، قال تعالى: فَابْتَغُوا عِنْدَ اللَّهِ الرِّزْقَ وَاعْبُدُوهُ وَاشْكُرُوا لَهُ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ {العنكبوت:17}، وقال سبحانه: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا {الطلاق:2، 3}.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أيها الناس، اتقوا الله وأجملوا في الطلب؛ فإن نفسا لن تموت حتى تستوفي رزقها وإن أبطأ عنها. رواه ابن ماجه، وصححه الألباني.
وهنا نذكر السائل بأن من ترك شيئا لله، عوضه الله خيرا منه، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنك لن تدع شيئا اتقاء الله تبارك وتعالى، إلا آتاك الله خيرا منه. رواه أحمد، وصححه الألباني.
والله أعلم.