الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فحقّ الوالدين على الولد عظيم، وبرهما من أعظم الواجبات، ومن أفضل القربات. كما أنّ عقوقهما من أكبر الكبائر.
وبرّ الأمّ آكد من برّ الأب، فقد قيل إنّ لها ثلاثة أرباع البر، وليس معنى ذلك أنّ للأمّ ظلم أولادها، أو أنّ الأولاد ليس لهم حقوق على والديهم، فالظلم محرم على كل أحد، وللأولاد حقّ على الوالدين.
وقد ترجم البخاري في الأدب المفرد: (باب بر الأب لولده) عن ابن عمر قال: إنما سماهم الله أبرارا؛ لأنهم بروا الآباء والأبناء. كما أن لوالدك عليك حقا، كذلك لولدك عليك حق. انتهى.
لكن مهما كان ظلم الأمّ لأولادها، فإنّ ذلك لا يسقط حقّها في البرّ والمصاحبة بالمعروف، فإن الله قد أمر بالمصاحبة بالمعروف للوالدين المشركين اللذين يأمران ولدهما بالشرك، قال تعالى: وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا {لقمان:15}.
فالذي ننصحك به أن تبري أمّك، وتزوريها بالقدر الذي لا يضرّك، وأن تقبلي على ما ينفعك، ولا تلتفتي لما يضعف نفسك أو يحطّ من عزيمتك، فمن استعان بالله تعالى أعانه، ومن توكل عليه كفاه.
وللفائدة ننصحك بالتواصل مع قسم الاستشارات بموقعنا.
والله أعلم.