الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالحج واجب على الفور على المستطيع؛ لقول الله تعالى: وَلِلَّهِ عَلَى النَّاسِ حِجُّ الْبَيْتِ مَنِ اسْتَطَاعَ إِلَيْهِ سَبِيلًا {آل عمران:97}. وفي المسند وسنن ابن ماجه من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: من أراد الحج فليتعجل، فإنه قد يمرض المريض، وتضل الضالة، وتعرض الحاجة.
وهذا مذهب جمهور العلماء.
وعليه؛ فما دمت واجدا ما يفضل عن حاجاتك الأساسية من مطعم ومشرب وملبس ومسكن ما تستطيع أن تحج به، فيجب عليك المبادرة بالحج، ولا يسولن لك الشيطان ترك الحج بتلك الشبهات الداحضة من خوف ضيق الرزق، أو نقص المال، فإن الحج من أسباب زيادة الرزق بإذن الله، ففي الحديث: تابعوا بين الْحَجِّ وَالْعُمْرَةِ؛ فَإِنَّهُمَا يَنْفِيَانِ الْفَقْرَ وَالذُّنُوبَ، كَمَا يَنْفِي الْكِيرُ خَبَثَ الْحَدِيدِ وَالذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ، وَلَيْسَ لِلْحَجَّةِ الْمَبْرُورَةِ ثَوَابٌ دُونَ الْجَنَّةِ. رواه أحمد والترمذي والنسائي.
فثق بالله وبحسن تدبيره، وبأن طاعته لا تجلب إلا الخير، وما دمت مستطيعا للحج -كما يتضح من سؤالك- فعليك أن تبادر به ما أمكنك.
والله أعلم.