الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فليس هذا صحيحًا، بل هو من تزيين الشيطان لهذا العبد؛ حيث يربط في عقله بين انحرافه وتركه الطاعة وبين فتح أبواب الرزق. وإلا، فالله أصدق قيلًا، وقد نطقت النصوص بأن التقوى هي سبيل استجلاب رزق الله تعالى، كما قال جل اسمه: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ {الطلاق:2، 3}.
فمن وجد خلاف ذلك إذا اتقى الله وأطاعه، فليتّهم عبادته، وطاعته، وليظن بها أنها مدخولة، ومن ثم لم تثمر ثمرتها، على أن الله قد يبتلي هذا العبد بضيق الرزق في وقت ما لينظر صبره، ويختبر إيمانه، وثباته على الدِّين، فإذا انحرف وظن أن الانحراف هو سبب جلب الأرزاق، فقد رسب في ذلك الاختبار، ولا شك، وأما إذا ثبت واستمر على التقوى، فستفتح له -ولا شك- أبواب الرزق الواسعة؛ فإن ما عند الله لا ينال إلا بطاعته، ومن يتوكل على الله، فهو حسبه.
والله أعلم.