الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاعلم أولا أن حقيقة الخطبة هي التماس النكاح، فإن تقدمت لخطبة هذه المرأة، وتمت موافقة هذه المرأة ووليها على أمر الخطبة، فقد أصبحت مخطوبة لك، وإن كانت هنالك إجراءات اعتاد عليها الناس، ولم تفعل، فلا يعني ذلك أن الخطبة لم تتم، وراجع الفتوى: 33670، والفتوى: 141727.
وأما أمر حديثك معها أو مراسلتك لها، فلا يختلف حكمه في حال كونها مخطوبة لك أم لا؛ لأنها أجنبية عنك حتى يعقد لك عليها العقد الشرعي، فإن راسلتها أحيانا للحاجة، فلا بأس بذلك، ولكن اجتنب أن يتكرر منك ذلك، وأن تعتاده؛ لئلا يكون مدخلا للشيطان، وسببا للفتنة. ولمزيد الفائدة راجع الفتوى: 231139، والفتوى: 21582.
وننبه إلى أهمية المبادرة للزواج، وتعجيل أمره، فهو من الخير، وقد قال الله تعالى: فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ {البقرة:148}، ولأنه فيه مصالح قد تفوت بسبب شيء من العوارض، وسبق بيان بعض هذه المصالح في الفتوى: 376453.
والله أعلم.