الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد تضمن سؤالك عدة أمور, وستكون الإجابة في النقاط التالية:
1ـ قول الخطيب المذكور: إذا ماتت الأم نادت الملائكة أن يا ابن آدم؛ قد ماتت التي كنا نكرمك من أجلها... إلى آخره... ، وهذا الكلام لا نعلم قائلا به من أهل العلم المعتبرين، ولم نقف عليه في المراجع التي بين أيدينا.
2ـ قول الخطيب " أن أمك هي واسطتك عند الله" إذا كان المقصود أن برّها, والإحسان إليها سبب لرضوان الله تعالى, ودخول الجنة, فهذا المعنى مقبول, وتشهد له الأدلة الصحيحة منها ما رواه ابن ماجه في السنن، وصححه الشيخ الألباني عن معاوية السلمي- رضي الله عنه- قال: أتيت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقلت: يا رسول الله؛ إني كنت أردت الجهاد معك، أبتغي بذلك وجه الله والدار الآخرة، قال: ويحك، أحية أمك؟ قلت: نعم يا رسول الله، قال: ويحك الزم رجلها فثم الجنة. اهـ
وقد ذكرنا بعض كلام أهل العلم في معنى هذا الحديث, وذلك في الفتوى : 241630
3ـ أما تصرفُك هذا فهو خطأ بلا شك, فإن الحركة أثناء الخطبة لا تجوز لغير مصلحة, فكيف بالخروج من المسجد, وقد تفوتك صلاة الجمعة في هذه الحالة. وراجع المزيد في الفتوى: 251968.
لكنك قد أدركت الجمعة في المسجد الآخر بإدراك الركعة الثانية منها. وراجع في ذلك الفتوى: 4059.
4ـ أما الصلاة خلف هذا الإمام مستقبلا, فلا حرج فيها, إذا لم يكن فيه مطعن آخر، وعليك الإعراض عن الوسوسة, وعدم الالتفات إليها؛ فإن ذلك علاج نافع لها.
كما ينبغي لك نصح الخطيب المذكور ـ على انفراد ـ وسؤاله عن دليل ما قاله أثناء خطبته.
والله أعلم.