الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كنت تبادرين بالسلام على ابنة عمّتك، فقد أحسنت صنعًا، وإن كانت تقابل ذلك بالتجاهل، فقد أساءت؛ إذ يحرم التهاجر بين المسلمين لغير سبب مشروع، ويتأكد مثل هذا فيمن بينهم رحم؛ فصلة الرحم واجبة شرعًا، وقطيعتها كبيرة من كبائر الذنوب، ومن أسباب سخط المولى تبارك وتعالى، وراجعي الفتوى: 7119، والفتوى: 410290.
وإن منعتك عمّتك من دخول بيتها، فاجتهدي في صلتها بغير ذلك من وسائل الصلة، فكل ما جرى العرف بكونه صلة، يعتبر كذلك، كما سبق بيانه في الفتوى: 367546.
وننصح بالسعي للصلح، ودعاء الله، وسؤاله التوفيق، وتوسيط أهل الخير في ذلك؛ فالإصلاح من أفضل القربات، كما هو مبين في الفتوى: 50300.
وننبه إلى أنه إذا سعى أحد الطرفين في الصلة، والإصلاح، وامتنع الطرف الآخر، فالإثم على الممتنع، وتراجع الفتوى: 191689.
والله أعلم.