الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فلا ريب في كون علاقتك بتلك المرأة علاقة محرمة، وإذا كان الله قد عصمك من الوقوع معها في الفاحشة الكبرى، فإنّك لم تصدق في التوبة إلى الله تعالى، فالتوبة تكون بالإقلاع عن الذنب، والندم على فعله، والعزم على عدم العود إليه.
ومن صدق التوبة أن يجتنب العبد أسباب المعصية، ويقطع الطرق الموصلة إليها، ويحسم مادة الشر، ويحذر من اتباع خطوات الشيطان.
فما حصل بينك وبين المرأة بعد ذلك من المراسلة، والمحادثة، فهو منكر ظاهر، ودليل على عدم الصدق في التوبة.
فالواجب عليك أن تبادر بقطع علاقتك بهذه المرأة بالكلية.
ولا تخدع نفسك بأنّ الكلام معها في أمور الدِّين، والتعاون على الخير، فكل ذلك من استدراج الشيطان، وخداع النفس.
فاحسم الأمر بلا تهاون، واتقِ الله، ولا تتعلل بخشيتك على المرأة من قطع العلاقة؛ فالله أحقّ أن تخشاه وتحذر غضبه وعقابه.
وبادر بإعفاف نفسك بالزواج؛ فإنّه حصن من فتنة النساء.
والله أعلم.