الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالذكر المطلق الذي لم يأت تقييده في السنة بعدد معين، يستحب الإكثار منه كما أمر الله تعالى فقال: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا {الأحزاب:41}، ولكن لا يتقيد فيه بعدد مخصوص يواظب عليه كما يواظب على الأذكار المسنونة المقيدة، وإنما يأتي منه بما يفتح الله عليه بعدٍّ أو بغير عدٍّ، وإذا أتى في يوم بعدد معين، فلا يواظب عليه، ولا يعتقد فضيلة معينة لهذا العدد، فالمحظور الذي يدخل في مسمى البدعة هو: اعتقاد فضيلة لم يأت بها الشرع، أو المواظبة على عدد معين غير وارد في الشرع، وجعله كهيئة المسنون.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية - كما في مجموع الفتاوى-: ليس لأحد أن يسن للناس نوعا من الأذكار والأدعية غير المسنون ويجعلها عبادة راتبة يواظب الناس عليها كما يواظبون على الصلوات الخمس؛ بل هذا ابتداع دين لم يأذن الله به؛ بخلاف ما يدعو به المرء أحيانا من غير أن يجعله للناس سنة، فهذا إذا لم يعلم أنه يتضمن معنى محرما لم يجز الجزم بتحريمه. اهـ.
وراجعي لمزيد الفائدة الفتاوى: 27148، 408490، 132875، 292447.
والله أعلم.