الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك أن المرأة تثاب على كظم غيظها كما يثاب الرجل، ولا يضيع عملها وقد قال تعالى: وَمَنْ يَعْمَلْ مِنَ الصَّالِحَاتِ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلَا يُظْلَمُونَ نَقِيرًا. {النساء:124}، فهي تشترك مع الرجل في أصل الثواب، ومن الثواب الوارد في كظم الغيظ -ويشمل المرأة- ما جاء في الحديث: ومَنْ كَظَم غيْظَهُ -ولو شاءَ أنْ يُمْضِيَهُ أمْضاهُ-؛ ملأَ الله قلْبَهُ يومَ القيامَةِ رِضاً. رواه الطبراني وحسنه الألباني، وهذا الثواب تدخل فيه المرأة.
وجملة: "حَتَّى يُخَيِّرَهُ اللَّهُ مِنَ الحُورِ ما شاءَ" هنا ليست صريحة في أن الله يعرض عليه كل حور عين الجنة يختار العدد الذي يشاء. وإنما المعنى أنه يختار ما شاء من الحور المعروضات عليه.
قال ابن رسلان في شرح سنن أبي داود: (الحور العين ما شاء) منها حين تعرض عليه. اهــ.
كما أن الحديث أطلق الثواب لمن كظم الغيظ، ولم يقيده بأن يكون ذلك خلقا وسجية له. فمن كظم غيظه ولو مرة، فإنه يرجى أن ينال ذلك الثواب.
والله أعلم.