الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فالآية السابعة عشر من سورة الغاشية هي قوله تعالى: أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ {الغاشية:17}.
ولعلك تقصد همزة القطع في كلمة" الإبل" فهذه تجعل تحت الألف يمين أو يسار الدائرة.
قال الخراز في دليل الحيران على مورد الظمآن: وإن كان الهمز مكسورًا نحو: {لِإِيلافِ قُرَيْشٍ،} جعل أسفل يسار الدارة التي في أسفل لام ألف، على المذهبين على ما يظهر من كلام الداني.
فأما الخليل فذاك جارٍ على مذهبه، وأما الأخفش فمقتضى مذهبه أن يجعل الهمز المكسور أسفل عن يمين الدارة التي في أسفل لام ألف، وكأنه مما قرب من الشيء يعطى حكمه. انتهى.
وبخصوص كلمة "اختلاف" في قوله تعالى: أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا {النساء:82}
فإن ألفها محذوفة, وهذه الألف الواقعة بعد اللام في وسط هذه الكلمة، تُلحق باللام من جهة اليمين على القول المختار. قال الخراز أيضا في دليل الحيران على مورد الظمآن: تنبيه: إذا كانت الألف المعانقة للام محذوفة نحو: {لاعِبِينَ} فعلى مذهب الخليل تلحق في الجهة اليمنى وهو المختار، وعليه اقتصر الناظم في باب النقص من الهجاء. وعلى مذهب الأخفش تلحق في الجهة اليسرى. اهـ.
أما جعل الألف في كلمة "اختلاف" على الحرف الذي قبل اللام، فلا ندري من قال به.
لكن هذه المسائل التي سألتِ عنها من قبيل ضبط القرآن, فلا يأثم الشخص بمخالفة قواعده التي أسسها العلماء المتخصصون في هذا المجال، كما تقدم في الفتوى: 52085 وهي بعنوان: "حكم استخدم الضبط المصطلح عليه في المغرب أو المشرق في أيٍ من قراءات القرآن"
والله أعلم.