الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجزاك الله خيراً على حرصك على برّ أمّك والإحسان إليها، فبرّ الأمّ من أفضل القربات، وأرجاها بركة في الدنيا والآخرة.
وإذا كان الحال كما ذكرت؛ فلا حرج عليك إذا كلمت أمّك، وبينت لها أنّك مشغول بالدراسة وغيرها من أمور المعاش، وطلبت منها أن تعفيك من القيام بأمور دار التحفيظ.
وإذا لم ترض الوالدة وأصرّت على قيامك بهذه الأمور، وكان في قيامك بها ضرر عليك، فلا تلزمك طاعتها في ذلك، لكن تطيعها فيما تقدر، وتعتذر لها بأدب ورفق فيما لا تقدر عليه.
وأمّا إذا قدرت على القيام بهذه الأمور من غير ضرر، فعليك طاعتها ولو كان فيه بعض المشقة.
قال ابن تيمية -رحمه الله-: وَيَلْزَمُ الْإِنْسَانَ طَاعَةُ وَالِدِيهِ فِي غَيْرِ الْمَعْصِيَةِ وَإِنْ كَانَا فَاسِقَيْنِ، وَهُوَ ظَاهِرُ إطْلَاقِ أَحْمَدَ، وَهَذَا فِيمَا فِيهِ مَنْفَعَةٌ لَهُمَا وَلَا ضَرَرَ، فَإِنْ شَقَّ عَلَيْهِ وَلَمْ يَضُرَّهُ وَجَبَ؛ وَإِلَّا فَلَا. انتهى من الفتاوى الكبرى.
والله أعلم.