الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فحقّ الأمّ على ولدها عظيم، وبرّها، والإحسان إليها من أفضل الأعمال، وأرجاها ثوابًا، وأعظمها بركة.
وطاعة الأمّ واجبة فيما ينفعها، ولا يضرّ ولدها، ما دام الأمر في حدود الشرع، والعرف.
ولو أمرت بترك المندوب، وجبت طاعتها، إذا كان لها غرض صحيح في ذلك، وإلا فلا تجب، وراجع حدود طاعة الوالدين في الفتوى: 76303، والفتوى: 272299.
فإذا بذلت وسعك في استرضاء أمّك، وقمت بما يجب عليك من برّها، وطاعتها في المعروف؛ فلا تكون عاقًّا لها، ولا يضرّك بعد ذلك عدم رضاها عنك.
فالذي ننصحك به أن تداوم على برّ أمّك، والإحسان إليها؛ ابتغاء وجه الله، وتطيعها في المعروف فيما لا يضرّك.
ولا حرج عليك في إخبارها بما يشقّ عليك من الأمور التي تطلبها منك؛ حتى لا تشقّ عليك.
وسدّد، وقارب، ولا تكلف نفسك ما لا تطيق، وأحسن ظنّك بربّك، وأكثر من ذكره، ودعائه؛ فإنّه قريب مجيب.
والله أعلم.