الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فهذا الذي تفعله كله محرم شديد التحريم، وقد نهى الله عن السخرية بالآخرين؛ فقال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَى أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَى أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ {الحجرات:11}.
والسخرية محرمة سواء كانت أمام المسخور به أو بمنأى عنه، وإذا لم يكن حاضرا فقد اشتملت منكرا آخر شديدا وهو الغيبة، فالغيبة هي ذكرك أخاك بما يكره؛ كما صح عن النبي صلى الله عليه وسلم، والغيبة من كبائر الذنوب على الصحيح.
قال ابن عبد القوي في منظومة الآداب:
وقد قيل صغرى غيبةٌ ونميمةٌ وكلتاهما كبرى على نص أحمدِ.
يعني أن الإمام أحمد -رحمه الله- نص على أن الغيبة والنميمة من الكبائر، فعليك أن تتوب إلى الله من هذا الذنب؛ ولا تسخر من أحد لا في حضوره ولا في غيبته.
وأما كفارة ما وقع منك من الغيبة، فمبينة في الفتوى: 171183 فانظرها.
وننبهك إلى أنه لا يجوز لك ممازحة خطيبتك قبل العقد عليها؛ فإنها أجنبية عنك، ولا يجوز لك الكلام معها إلا بقدر الحاجة.
والله أعلم.