الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالله تعالى هو الذي قسم الأرزاق والأخلاق بين عباده، وهو سبحانه يعطي من شاء ما شاء، ويخصّ من شاء بما شاء، لا معقب لحكمه، ولا رادّ لأمره، فمن خصّه الله تعالى بشيء من الفضائل والكمالات؛ سواء في الشكل، أو الأخلاق، أو غير ذلك، فعليه أن يشكر الله على نعمته، ويجتهد في صرفها في مراضيه سبحانه.
ومن حجب الله عنه شيئًا من ذلك، فعليه أن يعلم أن الحكمة اقتضت هذا، وأن ربّه تعالى حكيم، يضع الأشياء في مواضعها، وأنه سبحانه لا يسأل عما يفعل؛ لكمال حكمته، وعدله، فليرضَ بقضاء ربه، وليسلم لحكمه.
فعلى هذا الشخص أن يشكر الله على مواهبه ونعمه التي خصّه الله بها، وعليه أن يجتهد في طاعة ربه كفاء ما أنعم عليه.
وأما ما أغلق في وجهه من الأبواب، فعليه أن يستفتحه بطاعة الله تعالى، والقرب منه، ويجتهد في دعاء ربه سبحانه، فبيده وحده فتح كل باب مغلق، كما قال سبحانه: مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا وَمَا يُمْسِكْ فَلَا مُرْسِلَ لَهُ مِنْ بَعْدِهِ {فاطر:2}.
وعليه أن يحسن ظنه بالله تعالى، ويؤمل في فضله الواسع، ويوطّن نفسه على الصبر، والرضا، مع الأخذ بالأسباب الممكنة لتحسين الحال، ومن أهم ذلك: الدعاء، واللجأ إلى الله سبحانه.
والله أعلم.