الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا شك في أنك الآن خير مما كنت عليه قبل ذلك، ولا ريب في أن التقلل من فعل المعصية أحب إلى الله من الإكثار منها، ولا ريب كذلك أن انتظامك في الصلاة والصوم أمر حسن جميل يحبه الله تعالى ويرضاه لك، لكن عليك أن تكمل تلك المسيرة، وتكلل ذلك الجهد بالإقلاع التام عن هذا الذنب، وذلك لأن التوبة واجبة من جميع الذنوب على الفور، قال الله: وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ {النور:31}.
وإذا استعنت بالله أعانك، وإذا جاهدت نفسك صادقا مخلصا لله، وفقك ولا بد لترك تلك المعصية، مصداق قوله تعالى: وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا {العنكبوت:69}.
واستعن على ذلك بكثرة الصوم، وبصحبة الصالحين، وبشغل نفسك بالنافع لك في دينك ودنياك، وبالبعد عن مظان إثارة الشهوة، وفقك الله لما فيه رضاه.
والله أعلم.