الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فلا يمكن الجزم بسبب عدم توفيقك إلى الزوجة الصالحة، لكن الذي لا ريب فيه أنّ كل ذلك يجري وفق أقدار الله تعالى التي يجريها على عباده بحكمته العالية، ورحمته الواسعة.
وعلى وجه العموم، فإنّ العبد إذا شعر بعدم التوفيق في بعض الأمور، فعليه أن يتهمّ نفسه، ويراجع حاله مع الله، ويجدد التوبة إلى الله، فإنّه لم ينزل بلاء إلا بذنب، ولم يكشف إلا بتوبة؛ فإن الذنوب والمعاصي سبب الشر و البلاء.
ففي صحيح مسلم عن أبي ذر عن النبي –صلى الله عليه وسلم- فيما يرويه عن ربه: يَا عِبَادِي؛ إِنَّمَا هِيَ أَعْمَالُكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ، ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إِيَّاهَا، فَمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فَلْيَحْمَدْ اللَّهَ، وَمَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فَلَا يَلُومَنَّ إِلَّا نَفْسَهُ.
قال ابن رجب الحنبلي –رحمه الله- في جامع العلوم والحكم: فَالْمُؤْمِنُ إِذَا أَصَابَهُ فِي الدُّنْيَا بَلَاءٌ، رَجَعَ إِلَى نَفْسِهِ بِاللَّوْمِ، وَدَعَاهُ ذَلِكَ إِلَى الرُّجُوعِ إِلَى اللَّهِ بِالتَّوْبَةِ وَالِاسْتِغْفَارِ. اهـ
وقال ابن القيم –رحمه الله- في الجواب الكافي: ومن عقوبات الذنوب إنها تزيل النعم وتحل النقم، فما زالت عن العبد نعمة إلا لسبب ذنب، ولا حلت به نقمة إلا بذنب. انتهى.
فبادر بتجديد التوبة العامة، واجتهد في الأعمال الصالحة، وأكثر من ذكر الله، ودعائه، وأحسن ظنّك به؛ فإنّه قريب مجيب. وأبشر بعد ذلك بتيسير أمورك، قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا {الطلاق:4}.
وبخصوص حكم اللحية راجع الفتوى: 413677. وإحالاتها.
والله أعلم.