الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فقد سبق وأن بينا أنه لا تجوز التخيلات الجنسية بين الرجل ومن تحرم عليه من النساء، وأنها إذا استقرّت في القلب، كان ذلك نوعًا من الزنى المجازي، وهو قد يكون وسيلة إلى الوقوع في الزنى الحقيقي، فيمكنك مطالعة فتوانا: 326611، ومن هنا تعلم أن المسلم محاسب على ذلك.
وينبغي للمسلم أن يشغل نفسه بما ينفع من أمر دِينه ودنياه، وأن يحرص على حراسة خواطره؛ لئلا تدفعه إلى الوقوع فيما لا تحمد عقباه، قال ابن القيم في كتاب الفوائد: دافع الخطرة، فإن لم تفعل، صارت فكرة. فدافع الفكرة، فإن لم تفعل، صارت شهوة. فحاربها، فإن لم تفعل، صارت عزيمة وهمّة. فإن لم تدافعها، صارت فعلًا. فإن لم تتداركه بضده، صار عادة، فيصعب عليك الانتقال عنها. اهـ.
والزواج من أفضل ما يمكن أن يعفّ المسلم به نفسه، فينبغي المبادرة إليه - ما أمكن -، ففيه كثير من المصالح التي قد تفوت بسبب العوارض الكثيرة التي قد تصيب الإنسان في حياته، ولمزيد الفائدة، راجع الفتوى: 194929.
والله أعلم.