الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فقد أحسنت بتركك التواصل مع هذا الشاب، وقطعك هذه المحادثات معه، فهي وإن وصفتها بأنها محادثات عامة إلا أنها قد تفتح بابا للشر والفساد، فما سلكته من قطعها هو مسلك الصواب، والسلامة من الفتن وأسبابها، وهو مسلك لتزكية النفس وطهرها، قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ وَمَنْ يَتَّبِعْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ فَإِنَّهُ يَأْمُرُ بِالْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَى مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ {النور:21}. فجزاك الله خيرا، ووفقك لكل خير، وزادك هدى وتقى وصلاحا.
وإن كان هذا الشاب يخترق حسابك الخاص، ويحاول أن يطلع على بعض أسرارك، فلا شك في أنه مسيء بذلك، وفاعل لأمر منكر، وهو نوع من التجسس حذر منه الشرع، قال تعالى: وَلَا تَجَسَّسُوا{الحجرات:12}. ويمكنك تهديده برفع الأمر للجهات المسؤولة إن تكرر منه اختراق حسابك.
والأمر إليك في الاستمرار في فتح حساب أو تركه، ولكن إن واصلت في ذلك، فاتخذي من الأسباب ما يحول بين الآخرين، وبين دخوله لحسابك، والاطلاع على ما فيه؛ سواء بهذا الأسلوب الذي انتهجته من تغيير الحساب أو الاستعانة بمن لهم خبرة في هذا الجانب، وينبغي أن تجتنبي أن تنشري فيه ما لا تحبين للآخرين الاطلاع عليه.
والله أعلم.