الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فإن كان هذا السائق أخلّ بالعقد معك، فلك أن تفسخ العقد، وأن تنهي وضعه على إقامتك.
وأما أن تأخذ منه مالًا، فلا نرى لذلك وجهًا شرعيًّا! ولا سيما إن كان امتناعه عن العمل سائقًا بسبب حادث أصابه لا يستطيع معه العمل سائقًا.
والأصل هو حرمة مال المسلم، فلا يؤخذ إلا بحق، وإلا كان من أكل المال بالباطل، وقد قال الله تعالى: وَلَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ {البقرة:188}، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: كل المسلم على المسلم حرام: دمه، وماله، وعرضه. رواه مسلم.
فينبغي أن ينظر من يأخذ مالًا من أخيه المسلم، بأي شيء يستحلّ هذا المال، كما أشار إليه حديث حميد عن أنس أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن بيع ثمر التمر حتى يزهو. فقلنا لأنس: ما زهوها؟ قال: تحمرّ، وتصفرّ. أرأيت إن منع الله الثمرة، بم تستحلّ مال أخيك؟ رواه البخاري، ومسلم.
والله أعلم.