الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فاعلمي أن الدنيا، لا تذمّ بإطلاق، ولا تمدح بإطلاق، وإنما غلب في النصوص ذمّها؛ لما كان حال أكثر الخلق هو الاسترسال مع شهواتها، والانهماك في ملذاتها، بحيث يعرضون عن الله، والدار الآخرة، ولمزيد الفائدة تنظر الفتوى: 162411.
وهذا الكلام المذكور في السؤال ليس ذمًّا للدنيا من الجهة الشرعية، وهي جهة كونها زينة، وفتنة للناس، وملهاة لهم عن أمر الآخرة، ولكن الواضح في هذه الكلمات نوع تسخّط على القدر، ومعاتبة على ما جرى به القلم السابق في صورة عتاب للدنيا، وذمّ لها.
وإن يكن المقصود كذلك، فإن الاعتراض على الأقدار وتسخّطها، من الأمور المنهي عنها، بل الواجب على كل مسلم أن يصبر لحكم الله تعالى، ولا يجزع من قضائه، وأن يعلم أن ما قدره الله هو الخير، والمصلحة له.
وليعلم كذلك أن ما أصابه من المصائب، فإنما هو بسبب ذنوبه، فليتب إلى الله تعالى، وليرجع إليه، وليصلِح ما بينه وبينه سبحانه، وليكثر من الدعاء بصلاح الحال، وتغيره إلى ما يحب، فهذا خير له من الاعتراض، والتسخّط.
والله أعلم.