الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنشكرك أولًا على حرصك على الاستقامة على الطاعة، واجتناب ما لا يرضي الله تعالى.
ونسأله أن يحفظك، ويزيدك هدىً وتقىً وصلاحًا؛ لتفوز بما جعله الله للشاب الناشئ على الطاعة من المقام العظيم يوم القيامة، حيث يظلّه تحت ظلّ عرشه يوم لا ظلّ إلا ظلّه، وانظر الفتوى: 276958، والفتوى: 76210.
وسبق أن حررنا بعض الفتاوى عن الحبّ قبل الزواج، فنرجو أن تطلع على الفتوى: 4220، والفتوى: 33115 وقد ضمّناها ما جاءت به السنة من حث المتحابين على الزواج.
ولا حرج عليك شرعًا في أن تذكر لهذه الفتاة رغبتك في الزواج منها مستقبلًا، إن كان ذلك في حدود الأدب الشرعي، ولتقف عند هذا الحد، ولا يجوز لك تجاوزه؛ فالحاجة تقدّر بقدرها.
والمحادثة بين الشاب والفتاة باب عظيم من أبواب الفتنة؛ ولذلك شدّد أهل العلم في المنع من ذلك، كما هو مبين في الفتوى: 21582.
والدراسة قد لا تكون مانعًا من الزواج، فإن أمكنك الزواج منها قبل انتهاء الدراسة، فهذا أمر طيب؛ لتعفّ نفسك، وتطفئ نار العشق الذي في قلبك.
فإن تيسر ذلك؛ فالحمد لله، وإلا فاقطع كل علاقة لك بها، واجتهد في عدم التفكير فيها؛ لتستأنف حياتك كما ينبغي، ولئلا يكون تذكّرك لها عائقًا دون تحقيقك ما تبتغي من النجاح، والمجد.
هذا بالإضافة إلى أن تعلّق قلبك بها، قد يؤثر على إيمانك، ويكون سببا في رِقة الدِّين، والبُعد عن سبيل الاستقامة.
فلتتقِ الله، وتصبر؛ حتى ييسر الله أمرك، وقد قال تعالى: وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا {الطلاق:2}.
والله أعلم.