الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فاعلمي أن الدنيا كلها لا تساوي عند ربها جناح بعوضة، فلا ينبغي أن تنشغلي بهذه الدنيا الزائلة عن أمور الآخرة المهمّة، بل احتسبي ما وقع عليك من الظلم.
والأفضل لك العفو عمن ظلمك وآذاك؛ ابتغاء وجه الله تعالى، كما قال جلّ اسمه: وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى {البقرة:237}، وقال: وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلَا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ {النور:22}.
فإذا عفوت وصفحت، وأزلت همّ الدنيا من قلبك، ورأيتها حقيرة، لا تساوي الفكرة فيها؛ فإنك ستشتغلين بصلاتك وعبادتك غير مقبلة على ما سواها.
وكلما عرضت لك الفكرة في تلك الأمور، فاستعيضي عنها بالفكرة فيما تقرئين وترددين من الآيات، والأذكار.
واستحضري موقفك بين يدي الله تعالى، وتفكّري في أسمائه وصفاته، وفي وعده ووعيده؛ فذلك كله ينسيك همّ الدنيا وعناءها.
والزمي الدعاء بأن يصرف الله عنك ما تجدين من الفكرة في غيره؛ فإن القلوب بين إصبعين من أصابع الله تعالى، يقلّبها كيف يشاء.
ولبيان بعض وسائل الخشوع في الصلاة، تنظر الفتوى: 124712.
والله أعلم.