الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن ثبت أنّ لأمّكم دينا على أختك المتوفاة، وتركت الأخت ميراثاً؛ فهذا الدين يتعلق بالتركة، ويجب إخراجه منها قبل قسم التركة، ولكم مطالبة أولادها بأداء هذا الدين؛ لتقسموه بينكم على فرائض الله.
أمّا إذا كانت أختك لم تخلف تركة؛ فليس لكم مطالبة أولادها بأداء الدين؛ لأنّ ذلك ليس واجباً عليهم.
قال ابن قدامة –رحمه الله- في المغني: وإن ادعى على أبيه دينا، لم تسمع الدعوى حتى يدعي أن أباه مات، وترك في يده مالا؛ لأن الولد لا يلزمه قضاء دين والده ما لم يكن كذلك. انتهى.
وقال ابن تيمية –رحمه الله- في منهاج السنة: فَإِنَّ دَيْنَ الْمَيِّتِ لَا يَجِبْ عَلَى الْوَرَثَةِ قَضَاؤُهُ، لَكِنْ يُقْضَى مِنْ تَرِكَتِهِ. انتهى.
وعلى أية حال، فإذا ثبت على أختكم دين لأمكم، ولم يسدده الورثة؛ فينبغي لكم أن تتنازلوا عنه إبراء لذمة أختكم؛ لقول النبي -صلى الله عليه وسلم-: نفس المؤمن معلقة بدينه حتى يُقضى عنه. رواه الترمذي وحسنه. وراجع الفتوى: 4062.
والله أعلم.