الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فاللعن خلق ذميم ينافي أخلاق أهل الإيمان؛ فقد صح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ليس المؤمن بالطعان ولا اللعان، ولا الفاحش ولا البذيء. رواه الترمذي والبخاري في الأدب المفرد، والحاكم، وصححه الحاكم، ووافقه الذهبي.
ولعن المسلم الذي لا يستحق اللعن ذنب عظيم، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: لعن المؤمن كقتله. رواه البخاري ومسلم. وراجعي في خطورة التعود على اللعن، الفتوى: 6923.
وأما علاج ما ذكرت من حالك فهو -أولا- بالدعاء أن يهديك الله تعالى إلى محاسن الأخلاق، ويزيل عنك سيئها، ثم تذكري دائما مخاطر اللعن، وأن اللعنة إن لم يستحقها الملعون تعود بالوبال على اللاعن.
وعليك بالإكثار من ذكر الله، واشغلي لسانك به، حتى يستبدله باللعن وإطلاقه على الناس، حتى يعتاده، وروضي نفسك على الصبر والصفح عمن أساء إليك، وعودي لسانك على قولك لمن أخطأ في حقك، أو لمن أردت توجيه كلام له: (هداك الله) ونحوها من الألفاظ.
ثم تلزمك التوبة إلى الله تعالى مما مضى من لعن من لا يستحق اللعن، وأكثري من الاستغفار والدعاء لهم، وذكر محاسنهم في المجالس، فلعل الله يكفر عنك بذلك.
والله أعلم.