الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فجزاك الله خيرا على إنهاء العلاقة مع هذه الفتاة وقطع التواصل معها، فإنك بذلك أغلقت بابا من أعظم أبواب الفتنة.
ثبت في الصحيحين عن أسامة بن زيد -رضي الله عنهما- عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما تركت بعدي فتنة أضر على الرجال من النساء. وجاءت السنة أيضا بالتحذير من فتنتهن، ففي صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- عن النبي صلى الله عليه وسلم، قال: إن الدنيا حلوة خضرة، وإن الله مستخلفكم فيها، فينظر كيف تعملون، فاتقوا الدنيا واتقوا النساء، فإن أول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء.
ونوصيك بسلوك سبيل الاستقامة، والعمل بكل ما يعينك على ذلك، ويمكنك الاستفادة من بعض التوجيهات التي ضمناها في الفتاوى: 12928، 1208، 10800.
وما تراه في منامك قد يكون من حديث النفس، أي انعكاس لما يدور في نفسك، أو يكون من تلاعب الشيطان، فلا تلتفت إليه ولا تهتم به، واجتهد في تناسي أمر هذه الفتاة.
وإن أمكنك الزواج منها، فهو أمر حسن؛ فقد جاء في الحديث الذي رواه ابن ماجه عن ابن عباس -رضي الله عنهما- أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: لم ير للمتحابين مثل النكاح.
ولكن لا تعجل لذلك حتى تتأكد من دينها وخلقها، وخاصة في المحافظة على الفرائض، ومن أهمها الصلاة، وكذلك اجتناب الكبائر.
فإن أثني عليها خيرا؛ فتقدم لخطبتها والزواج منها، واستخر الله تعالى في ذلك.
وراجع لمزيد الفائدة، الفتويين: 8757، 19333.
والله أعلم.