الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله تعالى أن يشفيك، ويعافيك من كل سوء ومكروه.
واعلمي أن المطلوب شرعًا ممن أفطر في رمضان أن يقضي بعدد الأيام التي أفطرها؛ لقول الله تعالى: فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ {البقرة:184}، أي: فعليه قضاء أيام أخر بعدد ما أفطر، قال القرطبي: قَوْلُهُ: "فَعِدَّةٌ" يَقْتَضِي اسْتِيفَاءَ عَدَدِ مَا أَفْطَرَ فِيهِ، وَلَا شَكَّ أَنَّهُ لَوْ أَفْطَرَ بَعْضَ رَمَضَانَ، وَجَبَ قَضَاء مَا أَفْطَرَ بَعْدَهُ بِعَدَدِهِ. اهــ.
وحتى من أفطر لغير عذر، لا يطالب بقضاء أكثر مما أفطره، فقضاء أكثر من ذلك، كقضاء يومين عن كل يوم، هذا غير مشروع، والتزام ذلك ربما يكون إلى البدعة أقرب؛ لأنه زيادةٌ في دين الله تعالى، وتشريعٌ لما لم يأذن به الله.
فلا يشرع لك -أيتها السائلة- أن تُعيدي قضاء تلك الأيام إذا كنت قد قضيتِها على الوجه الصحيح.
ونيتك إعادة قضائها، لا تعد نذرًا، فلا يلزمك قضاؤها، ولا دفع كفارة.
ونوصيك بتقوى الله تعالى، وتجديد التوبة كل حين، والإكثار من الأذكار، والدعاء.
والله أعلم.