الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فها هنا مسائل.
أولًا: يعرف الطهر بإحدى علامتين، إما: الجفوف، وإما القصة البيضاء.
وضابط الجفوف: أن تدخلي القطنة الموضع، فتخرج نقية ليس عليها أثر من دم، أو صفرة، أو كدرة، وانظري الفتوى: 118817.
وإذا رأيت الطهر، ثم عاودك الدم، عدت حائضًا ما دام هذا الدم العائد في زمن يصلح أن يكون حيضًا، وانظري الفتوى: 100680.
وأما إذا عاودتك صفرة، أو كدرة، فلا تعد حيضًا بعد رؤية الطهر، على ما يأتي بيانه.
ثانًيا: يجب الاغتسال مباشرة عند رؤية الطهر، على ما نفتي به، وأجاز بعض العلماء لمن رأت الطهر بالجفوف أن تتريث وتتمهل نصف اليوم واليوم؛ لتتحقق من انقطاع الدم؛ لأن عادة الدم أنه ينقطع ويجري، وهذا اختيار ابن قدامة -رحمه الله-.
وإن كان هذا القول أرفق بك، فلا حرج عليك في العمل به، وانظري لما يفعله العامي عند الخلاف فتوانا: 169801.
ثالثًا: الصفرة لا تعد حيضًا، إلا إذا كانت في زمن الحيض متصلة بالدم.
وأما بعد رؤية الطهر، فلا يعد ما ترينه من صفرة حيضًا، وإنما تستنجين منه، وتتوضئين للصلاة، وانظري الفتوى: 178713.
وحيث كنت مستحاضة بأن كنت ترين هذه الصفرة باستمرار، فإن عليك أن تتوضئي لوقت كل صلاة مفروضة، وتصلي بوضوئك هذا ما شئت من الفروض والنوافل حتى يخرج ذلك الوقت.
ولا يلزمك أن تتوضئي للسنن، ولا للوتر وضوءًا مستقلًّا.
وأما صلاة الضحى، فتوضئي لها؛ لأن وقتها يدخل بعد خروج وقت الصلاة التي قبلها، وهي صلاة الفجر.
رابًعا: الصلاة التي حضت أثناء وقتها، في وجوب قضائها بعد الطهر خلاف، واختيار شيخ الإسلام ابن تيمية أنه لا يجب القضاء، وهو قول الحنفية، والمالكية.
وإن أردت القضاء احتياطًا، عملًا بقول الشافعية، والحنابلة، فإنك تقضين بعد طهرك على الفور؛ لأن القضاء يجب على الفور عند الجمهور.
والله أعلم.