الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالغيرة في مواضع الريبة، نوع من الغيرة المحمودة، كما هو مبين في الفتوى: 71340.
ولكن كان ينبغي التروي، والسعي في معالجة الأمر بحكمة؛ اتّقاء لما كان من الخصام، والطلاق، خاصة وأنكما في بداية الحياة الزوجية، والشيطان للإنسان بالمرصاد، وكثيرًا ما يسعى للتفريق بين الأحبة، روى مسلم عن جابر -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إنَّ إبْلِيسَ يَضَعُ عَرْشَهُ علَى الماءِ، ثُمَّ يَبْعَثُ سَراياهُ، فأدْناهُمْ منه مَنْزِلَةً أعْظَمُهُمْ فِتْنَةً، يَجِيءُ أحَدُهُمْ، فيَقولُ: فَعَلْتُ كَذا وكَذا، فيَقولُ: ما صَنَعْتَ شيئًا، قالَ: ثُمَّ يَجِيءُ أحَدُهُمْ فيَقولُ: ما تَرَكْتُهُ حتَّى فَرَّقْتُ بيْنَهُ وبيْنَ امْرَأَتِهِ، قالَ: فيُدْنِيهِ منه، ويقولُ: نِعْمَ أنْتَ.
وإن كان الطلاق قد أوقعته في وقت الحيض، فهو من الطلاق البدعي الذي لا يجوز، ولكن الراجح أنه يقع، وهو قول جمهور الفقهاء، كما بيناه في الفتوى:5584.
وبما أنك قد أرجعت زوجتك، فالحمد لله.
وننصح بأن تضعا أسسًا للتعامل بينكما من أجل استقرار الحياة الزوجية، وتحقيق السعادة فيها، ونحو ذلك من المقاصد الحسنة.
والله أعلم.