الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فنسال الله أن يوفقك، وأن يزيدك حرصًا على الخير.
والذي نقرره أن كتابة الروايات الخالية من المحاذير الشرعية، لا حرج فيه، بل قد تكون كتابتها مطلوبة، إذا كان فيها دعوة إلى ما يرغّب فيه الشرع من عقيدة صحيحة، أو أخلاق فاضلة، أو تعليم خير، كما فصلنا ذلك في الفتويين: 47548، 308146.
وأما بخصوص قولك: (ولكن لا تخلو من بعض الرومانسية بين الزوجين في الحلال كـ(احتضنها، وأمسك يدها)، فلا يظهر لنا تحريمه، كما سبق في الفتوى: 375208.
وننبهك إلى أهمية أخذ الفتاوى ممن عُرف بالعلم، وشُهد له بالأهلية.
أما تلقف الأحكام الشرعية ممن لم يعرف بالعلم، فأمر في غاية الخطورة، كما في قولك: (وبعدها كّلمتني فتاة في السادسة عشرة من عمرها، وقالت: إن الروايات حرام ..).
وأما تصميم الأغلفة للروايات، واستعمال الصور فيها: فلا حرج في وضع الصور الفوتوغرافية على الأغلفة، إلا الصور التي يحرم النظر إليها؛ كصور النساء العاريات، ونحوها.
وأما الصور المرسومة باليد: فإن كانت الصور ناقصة الخلقة ما لا تتم الحياة إلا به -كأن تكون ناقصة الرأس، أو الصدر، أو نحو ذلك -، فلا حرج في استعمالها، وكذا إن كانت كاملة، لكن جرى طمس الوجه، أو كانت معالم الصورة غير واضحة، وراجعي في بيان ما سبق في الفتاوى: 152675، 368206، 314791، 145067.
وأما ما يتعلق بمضمون الرواية: فإن الروايات التي علمت أنها تدعو إلى العقائد الفاسدة، وتزيين الفواحش، والعصيان، ونحو ذلك؛ لا يجوز الإعانة على نشرها بتصميم الأغلفة لها.
وأما الروايات التي علمت أنها سالمة من المحاذير الشرعية، فلا حرج في تصميم الأغلفة لها.
وأما إذا جهلت حال الراوية، فلا يظهر أنه يحرم عليك تصميم الغلاف لها حينئذ؛ وذلك لأن القاعدة في باب الإعانة على المحرم: أن المنع من الإعانة على المحرم، محله هو عند العلم، ومثله غلبة الظن عند بعض العلماء، وأما الشك، فلا يوجب المنع. وراجعي الفتوى: 180045.
والله أعلم.