الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فهذه الفتاة أجنبية عنك، فلا يجوز لك الاستمرار في هذه العلاقة العاطفية معها، بل يجب عليك قطعها فورًا، والتوبة إلى الله عز وجل توبة نصوحًا مستوفية شروطها، وقد بيناها في الفتوى: 29785.
ولا تكون ظالمًا لها بتركها، فادّعاؤها أنها لن تسامحك، كلام في غير محله؛ إذ لم يكن منك إكراه لها على القيام بهذه العلاقة، ولست ملزمًا بالزواج منها، على فرض كونها على حال يسوغ لك الزواج منها، بأن تكون مسلمة، أو كتابية عفيفة.
فلا تلتفت إلى كلامها، بل بادر إلى إتمام زواجك من هذه الفتاة التي خطبتها، فالأعمار تمضي، والعوارض قد تعرض، وتحول دون الإتمام، فلا تتأخر في أمر إتمام الزواج، ففيه كثير من المصالح، والمقاصد الشرعية، ومنها: العفاف، والنسل، وغير ذلك، قال النفراوي المالكي في الفواكه الدواني: له فوائد: أعظمها: دفع غوائل الشهوة، ويليها أنه سبب لحياتين: فانية، وهي: تكثير النسل، وباقية، هي: الحرص على الدار الآخرة؛ لأنه ينبه على لذّة الآخرة، لأنه إذا ذاق لذّته، يسرع إلى فعل الخير الموصل إلى اللذّة الأخروية، التي هي أعظم، ولا سيما النظر إلى وجهه الكريم، ويليها تنفيذ ما أراده الله تعالى وأحبّه من بقاء النوع الإنساني إلى يوم القيامة، وامتثال أمر رسوله صلى الله عليه وسلم بقوله: "تناكحوا تناسلوا" الحديث، ويليها بقاء الذكر، ورفع الدرجات بسبب دعاء الولد الصالح بعد انقطاع عمل أبيه بموته. اهـ.
والله أعلم.