الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فمما لا شك فيه أنه ينبغي أن تكون العلاقة بين المرأة وأصهارها على أحسن حال من الألفة والمودة، تكريما لهذه العلاقة التي امتن الله بها على عباده، قال تعالى: وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْمَاءِ بَشَرًا فَجَعَلَهُ نَسَبًا وَصِهْرًا وَكَانَ رَبُّكَ قَدِيرًا {الفرقان:54}.
وحدوث المشاكل أو عدم التفاهم بين الزوجة وأم زوجها، مما يحدث كثيرا، وقد لا يدرى أيهما المتسبب.
وعلى كل حال، ينبغي للزوج أن يتحرى الحكمة، ويسعى في التوفيق بينهما ما أمكنه ذلك، مع مراعاة أن يعطي كلا منهما حقها، وقد ذكرت أنك اجتهدت في هذا الجانب، فجزاك الله خيرا.
ولا يلزم زوجتك أن تكون مع أمك عند غيابك، ولا أن تنزل وتبقى مع أمك، أو أن تكون معك وأنت عند أمك إلا أن ترتضي ذلك بطيب نفس منها.
وفي المقابل ليس من حقها عليك أن تبقى معها اليوم كله، بل حقها عليك أن تعاشرها بالمعروف، والأقرب للصواب أن يرجع في ذلك إلى العرف، ولا يحدد بقدر معين، وانظر الفتوى: 120153. وقد أوضحنا فيها أنه ينبغي للزوج أن يوازن بين حق زوجته وحق أمه، وأن تكون الزوجة عونا لزوجها في البر بأمه.
وإذا كانت زوجتك في حاجة للرعاية، وأردت منها أن تبقى في بيتها. فالواجب عليك أن توفر لها خادمة تعينها، وإلا فليس لك الحق في منعها من أن تبقى في بيت أهلها لرعايتها.
قال ابن قدامة في المغني: فإن كانت المرأة ممن لا تخدم نفسها؛ لكونها من ذوي الأقدار، أو مريضة؛ وجب لها خادم. اهـ.
وأما أمك، فاجتهد في مداراتها واتقاء غضبها.
والله أعلم.