الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فهذه المسألة مختلف فيها:
فمن العلماء من رأى أن من حذف الهاء من لفظ الجلالة في الحلف، لم ينعقد يمينه؛ لأنه لم يأتِ بها على وجهها.
ومنهم من رأى انعقادها؛ حملًا على التخفيف.
ومنهم من رأى أنها تكون يميًنا منعقدة، إذا وجدت نية اليمين.
ولعل كونها يمينًا مع النية أقرب، والعلم عند الله تعالى، وهاك بعض كلام الفقهاء في المسألة:
قال ابن عابدين الحنفي في منحة الخالق، وهي حاشيته على البحر الرائق لابن نجيم: وَيُسْتَحَبُّ أَيْضًا أَنْ لَا يَحْذِفَ الْهَاءَ، أَوْ يَمُدَّ اللَّامَ، كَمَا ذَكَرَهُ الشُّرُنْبُلَالِيُّ فِي دُرِّ الْكُنُوزِ، حَيْثُ قَالَ: وَإِذَا حَذَفَ الْمُصَلِّي، أَوْ الْحَالِفُ، أَوْ الذَّابِحُ الْمَدَّ الَّذِي فِي اللَّامِ الثَّانِيَةِ مِنْ الْجَلَالَةِ، أَوْ حَذَفَ الْهَاءَ، اُخْتُلِفَ فِي صِحَّةِ تَحْرِيمَتِهِ، وَفِي انْعِقَادِ يَمِينِهِ، وَحِلِّ ذَبِيحَتِهِ، فَلَا يُتْرَكُ ذَلِكَ احْتِيَاطًا. اهـ.
وقال الشيخ علي الشبراملسي في حاشيته على نهاية المحتاج للرملي - وهو شافعي-: وَبَقِيَ أَيْضًا مَا لَوْ حَذَفَ الْهَاءَ مِنْ لَفْظِ الْجَلَالَةِ، وَقَالَ: "اللَّا" هَلْ هِيَ يَمِينٌ أَوْ لَا؟ فِيهِ نَظَرٌ، وَالْأَقْرَبُ الثَّانِي؛ لِأَنَّهَا بِدُونِ الْهَاءِ لَيْسَتْ مِنْ أَسْمَائِهِ، وَلَا صِفَاتِهِ، وَيُحْتَمَلُ الِانْعِقَادُ عِنْدَ نِيَّةِ الْيَمِينِ، وَيُحْمَلُ عَلَى أَنَّهُ حَذَفَ الْهَاءَ تَخْفِيفًا، وَالتَّرْخِيمُ جَائِزٌ فِي غَيْرِ الْمُنَادَى عَلَى قِلَّة. انتهى.
والله أعلم.