الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فوقوع الزوج في بعض المعاصي -كالعلاقات المحرمة بالنساء-؛ ليس من الأسباب التي تجعل للزوجة حقّ التطليق، ولكن يجوز لها مخالعته على مال، قال المرداوي -رحمه الله- في الإنصاف: إذا ترك الزوج حق الله، فالمرأة في ذلك كالزوج، فتتخلص منه بالخلع، ونحوه. انتهى.
والذي ننصحك به ألا تفارقي زوجك بطلاق، ولا خلع، ولكن تجتهدي في استصلاحه، وإعانته على التوبة، والاستقامة: بتذكيره بالله عزّ وجلّ، وتخويفه عقابه، وحثّه على مصاحبة الصالحين، وحضور مجالس العلم والذِّكر، والتعاون معه على فعل الطاعات، ولا سيما الصلاة، فهي عمود الإسلام، ومفتاح كل خير، قال تعالى: وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ {البقرة:45}.
قال السعدي -رحمه الله- في تفسيره: أمرهم الله أن يستعينوا في أمورهم كلها بالصبر بجميع أنواعه، وهو الصبر على طاعة الله حتى يؤديها، والصبر عن معصية الله حتى يتركها، والصبر على أقدار الله المؤلمة فلا يتسخطها، فبالصبر وحبس النفس على ما أمر الله بالصبر عليه، معونة عظيمة على كل أمر من الأمور، ومن يتصبر يصبره الله، وكذلك الصلاة التي هي ميزان الإيمان، وتنهى عن الفحشاء والمنكر، يستعان بها على كل أمر من الأمور. انتهى. وراجعي الفتوى: 3830.
والله أعلم.