الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فنسأل الله أن يتقبل توبتك، وأن يمحو حوبتك، وأن يطهر قلبك، ويحصن فرجك.
واعلم أن مشاهدة الأفلام الإباحية للواط جريمة قبيحة، وهي تزيد اشتعال نار الشهوة، ولا تخففها، فبئس العلاج للشذوذ مشاهدة تلك الأفلام.
وراجع في بيان حرمة مشاهدة الأفلام الإباحية، وممارسة العادة السرية، وبيان وسائل التخلص منها، في الفتاوى: 277255، 137744، 7170.
وراجع في علاج الشذوذ الجنسي الفتاوى: 138421، 239053، 7413.
ويتعين عليك أن تبتعد تمام الابتعاد عن كل ما يتعلق بتلك القاذورات، ولو بغرض النصح والإنكار، وذلك لما ابتليت به من ضعف، ومشاهدة لأفلام تلك الأقبوحات، ولما ذكرته عن نفسك من ميل وشغف بها، فيخشى أن يكون الدخول إلى تلك المجموعات، ولو بقصد التحذير والتنفير مؤديا إلى الضعف، والتأثر بها، والانزلاق إلى شرور، وآفات أعظم مما أنت في الآن. وقد قال إبراهيم بن أدهم: كثرة النظر إلى الباطل تذهب بمعرفة الحق من القلب.
وما يدريك لعل نيتك ليست خالصة لغرض التقرب إلى الله بالنصح والإنكار، فهل تأمن أن يكون ما تنوي القيام به حيلة نفسية تخفف بها تأنيب ضميرك على مشاهدة تلك الأفلام القبيحة، مع التلذذ بمتابعة الصور والمقاطع في تلك المجموعات؟ فالنفس البشرية ضعيفة وطبعها الاحتيال والمكر، إلا من رحم الله وعصم.
والسلامة لا يعدلها شيء، فاشتغل بإصلاح نفسك وتطهير قلبك، قبل التفكير في إصلاح غيرك، وما أكثر المواقع والصفحات التي تنكر تلك الرذائل، وتحذر منها بالمقالات، والصوتيات، والمرئيات. فهي قائمة بفريضة الإنكار والنصح .
والله أعلم.