الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن صح ما ذكرت عن أختك أنها تنقل إلى أهلك أخبارا كاذبة عنك وعن زوجك، وتسببت في توتر العلاقة بينك وبين أهلك؛ فقد جمعت بذلك بين الإساءة والظلم. ولزوجك الحق في منعها من السكنى معكم في البيت، وهي التي جنت على نفسها بسوء تصرفاتها.
وإن هجرتك بسبب مناصرتك لزوجك في الحق؛ فإنها آثمة بذلك، ومن حقها عليك مناصرتها مع ظلمها بمناصحتها وتذكيرها بالله ومنعها من الظلم، روى البخاري عن أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «انصر أخاك ظالما أو مظلوما» فقال رجل: يا رسول الله، أنصره إذا كان مظلوما، أفرأيت إذا كان ظالما كيف أنصره؟ قال: «تحجزه، أو تمنعه، من الظلم فإن ذلك نصره». ورواه مسلم أيضا من حديث جابر -رضي االله عنه- مع اختلاف في بعض الألفاظ.
وإن لم يكن من سبيل لنصحها، فسلطي عليها من ينصحها ممن لهم مكانة عندها.
واجتهدي في سبيل الإصلاح، واستعيني في ذلك بكثرة الدعاء والتضرع لله سبحانه وسؤاله التوفيق.
ويمكنك أيضا توسيط أهل الخير للسعي في سبيل الإصلاح، فذلك من أعظم القربات، وخاصة في حق ذوي الرحم. ولمزيد الفائدة، نرجو مراجعة الفتوى: 50300.
والله أعلم.