الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فسجود الشمس تحت العرش أمر غيبي، لا يعلم كيفيته إلا الله سبحانه وتعالى، وليس هذا مختصًّا بالشمس، فقد أخبر سبحانه عن سجود جميع المخلوقات له، فقال عز وجل: أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللَّهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوَابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ {الحج:18}.
وقد رجح ابن عاشور أن محل سجودها أمر مجهول، لا قبل للناس بمعرفته.
وإذا كان الأمر كذلك، فلا تعارض بين سجود الشمس وسيرها، وقد استظهر جماعة من أهل العلم من شراح الحديث -كالخطابي، وابن حجر- أنها تسجد وهي تجري وتدور، ويؤيده قراءة: {تجري لا مستقر لها}، وقد سبق لنا بيان ذلك في عدة فتاوى، منها الفتاوى: 403195، 61100، 46378، 99520.
والله أعلم.