الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد:
فإن ما يصحب نزول المطر من حصول الوحل والتضرر ببعض ما ذكرته من أمر التنظيف ونحوه، لا ينفي كون المطر نعمة من الله تعالى، وهذا الأذى اليسير المصاحب لنزوله لا يساوي شيئا بجنب المصلحة العظيمة المترتبة على حصوله.
قال ابن القيم -رحمه الله: ومن تأمل هذا الوجود علم أن الخير فيه غالب، وأن الأمراض وإن كثرت فالصحة أكثر منها، واللذات أكثر من الآلام، والعافية أعظم من البلاء والغرق والحرق والهدم ونحوها، وإن كثرت فالسلامة أكثر، ولو لم يوجد هذا القسم الذي خيره غالب لأجل ما يعرض فيه من الشر لفات الخير الغالب، وفوات الغالب شر غالب، ومثال ذلك النار، فإن في وجودها منافع كثيرة، وفيها مفاسد لكن إذا قابلنا بين مصالحها ومفاسدها لم تكن لمفاسدها نسبة إلى مصالحها، وكذلك المطر والرياح والحر والبرد، وبالجملة فعناصر هذا العالم السفلي خيرها ممتزج بشرها، ولكن خيرها غالب. انتهى
وإذا علمت هذا، فالمشروع عند رؤية المطر أن يقول المسلم: اللهم صيبا نافعا. رواه البخاري من حديث عائشة -رضي الله عنها-، فإذا انجلى المطر، فالمشروع أن يقول: مطرنا بفضل الله ورحمته. متفق عليه من حديث زيد بن خالد الجهني -رضي الله عنه-، فإذا زاد المطر وخشي إتلافه وإفساده دعا بقوله: اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكام والظراب وبطون الأودية ومنابت الشجر. متفق عليه من حديث أنس -رضي الله عنه-.
ولا مانع مع الإتيان بهذه الأذكار إذا رأى مصيبة قد أصابته في ماله بسبب المطر أن يسترجع، فالجمع بين تلك الأدعية ممكن، ولا حرج فيه.
والله أعلم.