الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فالعمل في البنوك الربوية محرم، ولا سيما في مجال السندات، ونحوها.
وقد أفتى جمع من أهل العلم بتحريم العمل في البنوك الربوية، ولو في أقسام لا تباشر المعاملات الربوية، فقد جاء في فتاوى اللجنة الدائمة: ليس في أقسام البنك الربوي شيء مستثنى -فيما يظهر لنا من الشرع المطهر-؛ لأن التعاون على الإثم والعدوان حاصل من جميع موظفي البنك. اهـ.
وفيها أيضاً: لا يجوز لمسلم أن يعمل في بنك تعامله بالربا، ولو كان العمل الذي يتولاه ذلك المسلم في البنك غير ربوي؛ لتوفيره لموظفيه الذين يعملون في الربويات ما يحتاجونه، ويستعينون به على أعمالهم الربوية، وقد قال تعالى: {وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}. اهـ.
وما ذكرته من انتظار حل مشكل السندات، أو محاولة تغيير سياسة البنك للاستثمار فيما هو مشروع، لا يبيح لك البقاء.
لكن إذا كنت لا تجد نفقة نفسك ونفقة من تعول، فيجوز لك البقاء في هذا العمل للضرورة؛ حتى تجد سبيلاً آخر، والضرورة تقدر بقدرها.
وأما لو كان لديك ما تنفقه على نفسك وعيالك، ويكفيك حتى تجد عملاً آخر؛ فيلزمك ترك العمل المحرم فوراً.
وانظر حد الضرورة المبيحة لمثل هذا العمل في الفتوى: 145987.
والله أعلم.