الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، أما بعد:
فعليك أن تستسلم لحكم الله تعالى، عالمًا أن اختيار الله لك خير من اختيارك لنفسك، وأن تدبيره سبحانه لك خير من تدبيرك لنفسك، والله يعلم وأنتم لا تعلمون.
فخذ بالأسباب الجالبة للتوفيق، وصلاح الحال، مستعينًا بالله تعالى، محسنًا ظنك به، عالمًا أنه لا يأتي بالحسنات إلا هو، ولا يدفع السيئات إلا هو.
وتفاءل بالخير، فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعجبه الفأل.
فإذا أصابتك نقمة، أو بلية، فالبس لها درع الصبر، وتلقها بتسليم، وإنابة إلى الله تعالى.
واعلم أن ما يقدره الله للمؤمن كله خير، وأنت مأجور على كل حال: فإن كانت نعمة، فشكرت، فأنت مأجور، وإن كانت مصيبة، فصبرت، فأنت مأجور.
وسل الله أن يرزقك قلبًا سليمًا مخبتًا منيبًا إليه، مستسلمًا لحكمه وقضائه وقدره.
والله أعلم.